المفاهيم الجديدة للعمل من المنزل
في وقتنا المعاصر هذا يعد العمل من المنزل من ضمن المشاريع التجارية الإلكترونية الأكثر نجاجاً وانتشارا في العالم الغربي في حين غرق شباب العرب والمسلمين في الفيس بوك والتويتر ومواقع التواصل الاجتماعي الجديدة دون فائدة تذكر من جراء قضائهم جل أوقاتهم على هذه المواقع ومن هذا المنطلق قررت ان اقدم بعض من المفاهيم الجديدة للعمل من المنزل ، لا بدّ من إلقاء الضوء على مفهوم النشاطات التجارية التي تدار من المنزل ، سواءً كنت تعمل على الخط أو حتى خارج الخط (online – offline) . ورغم أنّ هذا المفهوم جديد إلى حدٍ ما في بلداننا في الوقت الحالي ، إلا أنه منتشر في أنحاء أوروبا ، وعلى الأخصّ في الولايات المتحدة الأمريكية التي يزداد فيها انتشاراً على نطاقٍ واسعٍ في عصر الإنترنت .
حيث يرى الدكتور بول رينولدز (Paul D. Reynolds) البروفيسور بجامعة بابسون (Babson) ومدير الأبحاث الخاصة بصغار المستثمرين ، أنّ إنشاء المشاريع التجارية المنزلية أكثر انتشاراً من الزواج وإنجاب الأطفال ، إذ يتخلّى آلاف الأشخاص يومياً عن مراكزهم الوظيفية غير المستقرة سعياً وراء مشاريع تجاريةٍ فرديةٍ ذات إيرادٍ أفضل ، وبدوامٍ كامل أو جزئي. أما الموقع http://www.linkresources.com/ التابع لهيئة مصادر المعلومات الدولية ، فقد نشر على صفحات موقعه البيانات التالية :
§ 30 % من الموظفين يسعون إلى تغيير وظائفهم كل 3،7 سنوات وسطياً ،
§ ثمانية آلاف فرد تقريباً ينضمّون يومياً إلى قائمة أصحاب المشاريع المنزلية ،
§ 27 مليون فرد سبق أن انضموا إلى هذا القطاع ،
§ الغالبية العظمى منهم بدأوا نشاطهم خلال ساعات الفراغ ،
§ 14 مليون فرد يعملون بدوام كامل ، و 13 مليون بدوام جزئي ،
§ 16 % من هذا القطاع تديره النساء ،
§ يتم افتتاح نشاطٍ تجاري منزلي جديد كل 11 ثانية تقريباً ،
§ 85 % منهم يستمرون لمدة 3 سنوات مقابل 20 % فقط في النشاطات الأخرى ،
§ بلغت إيرادات العام الماضي لهذا القطاع 382،50 بليون دولار في أميريكا فقط
يبدو أنّ هذا القطاع ينطلق بسرعة البرق في عصر الإنترنت، بشكلٍ لم يسبق له مثيل، على الأقل خارج بلداننا العربية ... ؟
يبدأ القسم الأكبر من هذه الأعمال عادةً كهوايةٍ تمارس أيام العطل وأوقات الفراغ أكثر مما يبدأ كمشروعٍ سبق الإعداد والتخطيط له . ثم تبدأ فكرة التسويق وتحويل الهواية إلى عائدٍ مالي بالتبلور حين يرى المرء أنّ نتاج هوايته يحظى بالإطراء والثناء ممّن حوله ، وأنه يمكن أن يتحول إلى نشاطٍ تجاري يدرّ دخلاً إضافياً ، وإن كان صغيراً في بدايته ، لكنه يخلو على الأقل من المخاطر والنفقات الكبيرة إضافةً إلى أنه قابل للنمو شيئاً فشيئاً ، بالتدريج ، مع ازدياد الطلب على المنتج .
حين يزداد الطلب على المنتج وتتحول الهواية الشخصية إلى نشاطٍ تجاري ، يفضّل معظم الناس أن يستمروا في العمل عليها كما اعتادوا في السابق ، فيخصّصوا لهذا النشاط ركناً نائياً من أركان المنزل ، أو موقعاً آخر بجواره إن لم يتح لهم الخيار الأول .
يرتكز هذا المفهوم على عدة أسسٍ أهمّها ، خفض النفقات والمصاريف ، والمرونة في اختيار أوقات العمل لا يهم إن كانت في الصباح الباكر أو عند الظهيرة أو حتى في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل ، وعدم الحاجة لاستعداداتٍ ذهنية ونفسية خاصة والتقيّد بملابس رسمية عند التوجّه للعمل ، والأهمّ من ذلك ، أنّ معظم هذه النشاطات تدار على شكل فريقٍ ثنائي يتكون من الزوج والزوجة مما يضفي مزيداً من الحميمية على العلاقة الزوجية مقارنةً بزوجين عاملين في مؤسستين مختلفتين لا يلتقيان معظم النهار .
لكن مقابل هذه المزايا ، هنالك أيضاً منغّصات قد تصل أحياناً إلى حدّ المشكلة ، تواجه أصحاب النشاطات التجارية المنزلية ...
فمتى يصل العرب إلى هذا الفكر المتفتح الناضج ؟ ويتعلمون كيف يستغلون أوقاتهم فيما ينفعهم وما يجلب عليهم الخير النافع في دنياهم، إنني أرى في الشباب العربي القدرة على صنع أكثر من ذلك بكثير فصدق من قال : ليس سقوط المرء فشلاً وإنما الفشل أن يبقى حيث سقط، نعم فأسوء من الفاشل من لا يحاول النجاح. فقريباً نرى شباب العرب يتنافسون فيما بينهم بمشاريعهم التجارية ، فقريبا ستجد المتعة تصاحبك عند الانخراط في عمل تجاري إلكتروني خاص بك ، وقد تجد نفسك تتصارع بعد فترةٍ من الزمن مع أعرافٍ وأدبياتٍ ومبادئ لم تكن تسمع بها من قبل ، وسيترتب عليك إذا قررت الاستمرار ، أن تضع حدوداً حاسمة للعائلة والأصدقاء ، وأن تسعى لبلورة إطارٍ واضح المعالم أمام الجميع وتخطط لتقسيم أوقاتك بشكلٍ صحيح .
0 التعليقات:
إرسال تعليق